الأحد ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨

غياب باهت

بقلم: أحمد مانع جوده الركابي
لا تبتَأس قد باحكَ الشطانُ
وهلالُ عمرِكَ أفقهُ الأوطانُ
لاءُ التشهّدِ في ضَميرِكَ غيمةٌ
لا زالَ يشرَبُ قطرها الآذانُ
حرقوا يقينِكَ في رمالِ شكوكهم
فتَطايرت صِورُ اليقينِ دُخانُ
تمشي على خيلِ الهوى ودُعائُها
ربّاهُ لطفُكَ ... إنَّهم إخوانُ
لا زلتَ في فلكِ الخواطرِ آيةً
سحرٌ يحيرُ فضائُها التبيانُ
جرد وريدكَ من غيابٍ باهِتٍ
وأهجر حَنينكَ لو يكن إدمانُ
هذي مناديلُ إصطباركَ بللت
بندى الرجوعِ وجفّتِ الشطآنُ
سرقوا سواحلكَ الأمانَ وأنزلوا
مرساتُ خبزِكَ قاعـــــــها الغثيانُ
سجنوا قصائدَكَ الطيورَ وأقفلوا
أبوابَ شعركَ وأختفى الديوانُ
تبعوا خطاكَ على ضفافِ رحيلهم
وتبعتَ أنتَ رحيلهم فــَأدانوا
بكَ لا تموتُ وكلُّ حرفٍ نابضِ
سيعودُ تلفظُ وحيهُ الحيتانُ
ويعانقُ اليقطينَ ثغرَ تألمٍ
قد باتَ يرشِفُ ماءهُ الغفرانُ
أصديقُ أفكاري هُناكَ مقيمةٌ
والنايُ أيقظَ طيفهُ الوديانُ
كنّا على طينِ الشواطئ أنجماً
غجريةٌ في قربنا الأغصانُ
لم تفتحِ الأوهامَ بابَ خيانةٍ
أبداً ولم يهجر لنا الإيمانُ
أصديقُ لا ترسم شراعَ سفينتي
فسفينتي وطنٌ رباهُ زمانُ
إرسم إذا شئتَ إغترابَ مدينتي
وخواطرَ الفقراءِ حينَ تدانُ
إرسم على نعشِ الحقيقةِ غايةً
ما أنفكَّ يجهلُ لغزها الإمعانُ
إرسم هوائي في رِئاتِ أحبّةٍ
شيطانُ يبهر ُوحيهُ الإ نسانُ
إن كنتَ تقدرُ فأبتدِئها خطوةً
كالبحرِ يغرِقُ موجهاالإتقانُ
بقلم: أحمد مانع جوده الركابي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى