
عِندَما يشْدُو الأَنين
صقر أبوعيدة
هلاّ عذرتم مَنْ يدحرجُ قلبَهُ بين الزوايا والمحنْنفضَ الغبارَ عن الهويّةِ وامتطَىقلماً بهِ جُرحٌ زَمِنْفي جوفهِ نحتَ الحكايةَ مُرّةًوالعظمُ من أوجاعِها حصدَ الثمنْأثنوهُ كي لا يرسمَ الأيامَ من عينِ الألَمْولْيكتبِ الأحلامَ ورداً في الفتنْهلاّ عذرتم دمعَهُ يومَ انتفَينا في الوطنْ*****قُلْ للذي غرسَ النوائبَ في نسيمِ صباحِناتركَ الدوائرَ تسكنُ البيتَ الذي في أرضِه يتحرّقُفالعمرُ في مرآتهِ يتمزّقُوالوردُ في أكمامهِ متسائلاً يتفلّقُمنْ ذا الذي دفعَ النسورَ تهاجرُ ؟والطيرُ في أوكارهِ يتساءلُأينَ النوارسُ ترقصُ؟إن لم يكنْ في عشبِها فرْشُ العروسِ تشقشقُفالفجرُ يخفي عطرَ داليةٍ تنامُ على شبابيكِ الوطنْ*****هلاّ عذرتم من لهُ قلمٌ يئِنْعند المسيرِ إلى جنونٍ يومَ نامتْ شوكتيحين احتضارِ كتابتيبين السطورِ وهامشِ الأحياءِ أحكي غُربتيمَنْ عندهُ مفتاحُ ظلٍّ كي أُنادي غفوَتي؟لا تعذروني إنْ رأيتم بي جُنوحاً أو عطنْإنّي ابْتليتُ بحبِّ أمِّ أنجبتْولداً بهِ مسُّ الوطنْ*****هذا جنونٌ فاعذروا قلماً به لعجُ الجوَىأولم تروا كيف القلوبُ تحطُّ في ركنِ الهوَىوعلى شفيرِ الحقدِ ألقتْ خَبْأَهايا أمةً ذرفتْ على أحزانِها جمرَ العدىكيفَ السبيلُ لمنْ غوتهُ النفسُ يوماً واحْتسَىصمْتَ الأُخوَّةِ لم يجدْ غير الصدَىفالدّربُ طالَ بغيرِ لجمٍ واخْتزَنْعلفَ الجنونِ وغَورَ بئرٍ في الوطنْ
صقر أبوعيدة