

شهقة في الوداع
وداعاً إلى أين نمضي
وداعاً لك الآن جدي
وداعاً لقصتنا والعيون التي اقترفت نظرة للدماء
وداعاً لشاي المساء... وأيقونة في جدار قديم
وبيت يودعنا في التراب الحزين
وداعاً لك الآن يا قافلات السنين..
هو الوقت ظهر وخيل تمر بنا في سروج
مزينة تتذكرنا حين نكبو... وننهض حين سنصعد
لا شيء يرجعنا حيث كنا...
فنوح سيغرقنا لو نجونا
لا شيء يرجع نحو فردوس في اليقين.
وأذكر أني تركت دمشق على موجة الياسمين
وكان أبي حاضراً في الأنين
وأمي التي قبَّلتني وأثرت غيابي بدمع يدثرني في صقيع الحنين
وداعاً لنا حين متنا......
وحين اعتقدنا بأن الحياة ستبدأ حين رحلنا
وأن السماء تعيد إلينا الهواء إذا ما بعثنا
لماذا اغتربنا إذاً؟
هو الخبز يحملنا حيثما شاء أو حيث شئنا
وداعاً لفأس سيترك غاباتنا حطباً في مدافئ كسرى
وداعاً لجرذ يبيح خرائب بصرة
وداعاً لنخب يودِّع أمنية بعد أخرى