

ديوان السـَّماء!
لُـغَـةٌ تَـمَـطَّــرُ مِـنْ ذُرَى الأَحـلامِ
كالطَّـيرِ مِنْ بَـدْئِـيْ انهَـمَتْ لخِـتامي
رِيْـشٌ يُـجَـنِّـحُ في الجَـوانِحِ قَـشْعَـمًا
فـتُـحَلِّـقُ الـبـازاتُ سِـرْبَ حَـمـامِ
والأُغـنِـياتُ مُسَوَّمـاتٌ في الضُّحَـى
بِـعَـواتِـــقِ الأَوطـــانِ والأَقـــوامِ
تَـبْـنِـيْ مَـلاحِـمَـها بِـنَـبْـضٍ وارفٍ
مِنْ دَوْحِ أَلْـحانِـيْ ورَوْضِ كَـلامِـي
صَوْتٌ (لِـهُومِيرُوسَ) أَسْطَـرَ خَيْلَها
فـي مُلْـتَـقَى الإِعْـرابِ بِـالإِعْـجـامِ
أَبَـدًا تُـرَتِّـلُ فـي الـمَعاهِـدِ دِيْـمَـةً
تَـرِفَــتْ تُـعِــيْـدُ قِـراءَةَ الأيـَّــامِ!
وإِذا العَواصِـفُ أَجْهَشَتْ بِـبُروقِـها
شَـنَّـتْ شِـفـاهَ عُـبُـوسِـها البَـسَّـامِ
وَسْمًا يَـرُوْحُ مَعَ الشُّمُوسِ ويَـغْـتَدِي
ويَـدُوْلُ فَـجْــرًا مِـنْ دُجَـى الآلامِ
في البَحْرِ تَسْمَعُ صَمْتَـهُ ، وعلى الصَّفَا
يَـخْـتَـطُّ دِيْـوانَ السَّـمـاءِ الـهـامِـي
في رَجْـفَـةِ اليَـفَنِ الحَـطِـيْمِ بِـثَـلْجِـهِ
يُـضْرِيْ الـفُـتُـوَّةَ عُـنْـفُـوانَ ضِـرامِ!
ولَقَدْ لَـمَحْـتُ حُـداءَهُ فـي حـالِـكٍ
بَـطَـشَ الـظَّـلامُ بِـهِ بِـجِـنِّ ظَــلامِ
فـتَـوهَّـمَـتْ أُذنِـيْ بِأَنـِّـيَ شــارِبٌ
مِنْ كَـأْسِ آمـالِـيْ نَهـارِيْ الظَّـامِـي
حتَّى تَـكَـشَّفَـتِ الـمَـعـارِجُ : آيـَـةً
مِنْ شَمْـسِـهِ تُـتْـلَـى بِـبَـدْرِ تَـمـامِ
فشَـهِـدْتُ أَنَّ مُـقـامَـهُ فـي كُـلِّ مـا
شـادَ الشَّـهِـيْـدُ .. بِرِحْلَتِـي كمُقامي
وهَـمَسْتِ: «إِنَّ غَمامَةَ الرُّؤْيا الهَـتُـوْنَ
بِداخِلِـيْ» ؛ فـشَرِبْتُ بِـئْـرَ غَـمامِـي!