الأحد ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨

دور المسيح

بقلم: أحمد مانع الركابي
وقفتُ... كلَّ بقاع ِ الأرض ِ خاطرتي
أفقي الزمانُ، وشمسُ الفجر ِ في رئتي
ثغرُ الترابِ وحوضُ النهر ينطقني
حرفَ البداءِ وبابُ الشعرِ أشرعتي
مثلَ السحاب يلوحُ الفجرُ منتظراً
صمتَ الشفاهِ ليبدي نشرَ خارطتي
لغزاً... يثيرُ لأفلاكِ العقول ِ رؤىً
لن يقدرَ الجمعُ فيها فكَّ أحجيّتي
هذا رواءُ رحالٍ خلفهُ وقفتْ
أيدي الضياءِ وأملت كلّ أوردتي
حتى تلاقحَ غيمُ الروح ِ متـّّـقِداً
ممّا لمستُ...ونيلُ الخلدِ شاردَتي
هبني صُلبتُ على الأنظارِ متّخذاً
دورَ المسيح ِ وخانَ الصحبُ واعيتي
أو بتُّ خلفَ ستارِ الغيبِ محتجباً
روحاً ففي ألقِ الأصداءِ قافلتي
تسري... تمرُّ على وجهٍ لهُ بكيت
عينُ الزمان ِ، وملّا عشقهُ شَفتي
أراهُ عينَ شموخ ٍ في سنى ألقٍ
أنظارهُ البرقُ تبكي غيمَ جارحتي
أدنو إليهِ بظلِّ الصمتِ أقصدهُ
بعداً أراهُ تعدّى أفقَ فلسفتي
إن مرّتِ الشمسُ في ذكراهُ الهمها
سرَّ الوجودِ ومعنى العزِّ في لغتي
يمتدُّ يمسكُ خوف الغيبِ يشربهُ
أمنَ اليقينِ فيطفي نارَ عاذلتي
أنّا غريبُ بقاع ٍ خانها زمنٌ
فأرتدَّ جيشُ حصوني خلفَ قاتلتي
وقفتُ قيثارُ شوق ِ الروحِ يعزِفني
لحنَ الحنين ِ، فغنى النايُ أغنيّتي
جنحي ضَريرٌ وأفقُ الليل ِ متـّـحدٌ
والريحُ نبلُ ضياع ٍ صابَ خاصرتي
يشتدُّ طيري يلاوي الريحَ ترجعهُ
سطرَ البداءِ....فيعلو بسمِ ثائرتي
طفلُ البرائةِ في الأوصالِ متّخِذاً
بيتَ القصيدِ ويبدي شعرَ هادِ فتي
يسري وراءَ صفاءٍ مالهُ جسداً
بعدٌ يلفُّ وراء البعدِ أزمنتي
إن جئتُ أطلُبُ للأصداء يمنعني
ويرجعُ القارب َ المسكينَ عاصِفتي
ماءٌ يديرُ على أعوادهِ درراً
يبدي ضياءَ بسيطٍ منهُ ناطحتي
إذ أنـّها شمخت في مدِّ قاحِلتةٍ
رغمَ العناءِ ونسف ٍ طالَ بادِيتي
ليلايَ أرضٌ...خيولُ الشمس ِ تعرِفها
والليلُ ينكِرُها في مدِّ أضرِحتي
عشقي إليها كبحرٍ هامَ مرتمياً
نحو الضفافِ بشوق ِ المدَّ في السعةِ
أغفت عليها نجومُ الصبح ِ حسرتها
والنهرُ صلى عليها مثلَ نافِلتي
يا أيُّها النهرُ هذا نخل من عرفوا
سرَّ الغريبِ فإسمع إنـّها ثقتي
كفُّ العراقِ ستلغي ظلَّ واقفةٍ
ألقى الغرابُ عليها شؤمَ ناعبةِ
والريحُ سوفَ تواري إرثَ من صنعوا
مهدَ الضياع ِ ليلغي مهدَ حاضِرَتي
والبدرُ كهفَ عِتابٍ كلَّما بَرُقت
عيناهُ....أبدي بأفقِ الصمتِ أسئلتي
يابدرُ إن رحالَ الأهلِ قد غَرُبت
خلفَ المساءِ وملَّ الصبرُ عاطِفتي
يابدرُ مالَ شحوبِ الزهر يرعِبني
والسربُ يضني بأفقٍ عشبَ ذاكِرَتي
أذاكَ أنَّ أماني أهلنا ذ َبُلت
وفرَّ كلُّ عزيزٍ فاقِدَ الصفتِ
أم كون عمري تلاشى خلفَ من عَشِقت
روحي..وأذكوا بنارِ الويل ِ موهِبَتي
بقلم: أحمد مانع الركابي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى