

دروب الغجر
تروق لعيني خيام الغجرْوليلة صيف بديع بهيجتوضِئُ أطيافها من جبين القمروتنثرعبر المدى وشوشاتٍومن ألق العين تهمي ذِكرويخطر بالبال قوس المطرويخترق الحُجبَ طيفٌ عبَروتنداح دائرة إثر دائرةٍ زخرت بالصورفأشتاق وهج ليالي الغجروحيث يطيب الهوى والسمروأطياف حوريةٍ من بنات الغجروأهدابها الحالماتُ الطوالُتناغي القلوب وتسبي النظروأعطافها تتثنّي وتنشدّنشوانة مثل خيط الوتر.لظىً في فؤادي شموسُ الغجرْتهيم على وجهها في الفجاجمدى العمر، لا تستريح الى مُستقرْإذا زمرة أفلت أردفتها زُمَررحيلٌ تتابع أيامهاتؤوب إلى سفرٍ من سفرْفتشعل روحي خيام الغجروأشتاق سمرة لون الغجرودعج عيون بنات الغجرتعذبني منذ أدمنت هذا السفروما كنت يوما أحب السفرولا استسيغُ ركوب الخطروذلك من سخرياتِ القدرواصبحت مثلهم هائمابتطوافي الدائم المستمرولكنني ما ألفت الرحيلَفأنكرني التلعُ والمنحدرفنفسي مسكونة بالضجَروتزحم روحي شؤون أُخَرفأين أنا من ليالي الغجر؟ومن سحر زنوبيا إذ تعود ( 1 )لحيفا التي فارقتها ثلاثين عاماًلتنثر في الطرقات الحكاياوترقص للصبية الواعدينَتؤملهم بالرُؤى الحالمات ِإذ "الوَدَعُ" الوَهمُ يغدو مراياوينزاح عن مفصل العُنقلو لحظة حدُّ سيفِ المناياوتنسل زغرودةٌ من شفاه الصبايا.
(1) زنوبيا : هي بطلة قصة " النورية" لإميل حبيبي