الاثنين ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨

خطوتي عللا

بقلم: أحمد مانع الركابي
إعبثْ كَما شِئتَ في أشْلائِنا ثَمِلا
واعْصرْ رَحيقَ زُهورِ العُمرِ مُحْتَـفِلا
 
والعَقْ دِمائِيَ إنْ شاهدتَها وطـناً
وانشرْ جِراحِيَ خلفَ الشمسِ معتَقَلا
 
تلقي بهِ في ظلالِ الخوفِ.... راهِبةً
دمـعَ اليـتامى على أصفادِها هُمِلا
 
واحجب نزيفَ دِماء الشعرِ في رِئتي
وامــنعْ قَـوامَ نخيلٍ ينتصب جَبَلا
 
وانْظرْ بطرفكَ للأيـّامِ مـــقبِل
هــل كنـتَ تقتُلُ إلا قاتلاً بطلا
 
إن ماتَ يخرجُ من أردانِ حـــفر
شمـسُ الشروقِ على أهدابهِ وعلى
 
كفّيهِ خارطةُ التكوينِ ما انـــتقلت
إلا وخــلّفَ في أقــطابها خَللا
 
يمشي الغروبُ على شـطآنهِ خجِلاً
إن شـاهَدَ النخلَ ظنَّ النخلَ ما قتلا
 
أو مرَّ في ظلمةِ الأحــداثِ بدَّدها
كـــفٌّ تشيرُ وأخرى أضرمت شُعلا
 
يا دمعةً بعيونِ الحـزنِ ما فتِـئت
ريــحُ الغــريبِ تعاني بُعـدَها هَوَلا
 
هل حانَ قطفُ ثِمارِ الشعرِ إن نضجت
أم نــجمُ نحسـكَ للأحزانِ إرتَحلا؟
 
أنبئ هلالَ حبيبٍ عن هوى شَغَفي
وَقــتَ المغيبِ فدوحي خلفها هَدلا
 
يا أختُ.... أينَ سَماكِ إنّــني تَعِبٌ
نصفــي شَـتاتٌ ونصفي فاقِدٌ أمَلا
 
يا أختُ.... أمّيْ بِمرفا صَبرِها وَقَـفت
كلُّ العـــذاباتِ حتى أعجزت جَمَلا
 
يا أختُ... برقُ سحابِ الخوفِ يصعقني
وحــدي أُقلّبُ طرفي خطوتي عِللا
 
يا أختُ... ليلُ ظلامِ الجبِّ يــجلِدُني
وســاِقيَ الخمرِ لم يذكر وقد غفلا
 
كواكبي أفلت والشمسُ قد غربت
من بعدِ أن سجدت، من بعدِها حُملا
 
قتلي وكانَ قميصي الذئبُ ينكرهُ
وأنكـــرَ الدبرُ كيداً كانَ مفتَعلا
 
فالجسمُ في زورَقِ الآلامِ مغــترِبٌ
بيـنَ الشطوطِ أسيرَ الموجِ قد خَُذِلا
 
والقهرُ أبكى بنايِ الصبحِ أُغنيّتي
وأثــقلَ التـيهَ في أنفاسها جُمَلا
 
واحاتُُ سِحرٍ أنا والقطرُ خاصَـمَني
وحلمُ عمريَ في الأوصالِ قد ذَبُلا
 
يا واقـفاً خلفَ بابِ الصمتِ متّشِحاً
بــعضَ الـسوادِ أما يكفيكَ ما فعلا ؟
 
هذا المدادُ من ألأضـدادِ في لُغـتي
حتى تأجّجَ صرحُ الروحِ ....ما َأحْتملا
 
أرى بوسطِ رياضِ الدهرِ أمــنيةً
قد شـحّ ناعورُها مسـتمسكاًَ وشلا
 
لا القطرُ يسمَحُ كي ما ترتوي لِـغَدٍ
أو تّـــتخذ من شَواطي نهرِكَم بدَلا
 
انشرْ.... على سِعَةِ الأرضَــينِِ خارِطتي
وافتـــح نَزيـفَ عروقي منشِئاً دُولا
 
انشرْ.... طيوفَ عراقٍ واحـدٍ أحــدٍ
لاكفء يعلو على أعتـــابِ ما جُعلا
 
الحـــــبُّ مثلَ نجومِ الليلِ يملأُهُ
نهــراهُ... كـفّا حنــانٍ طوّقت قِبـَلا
 
أنبئْ.... بأنَّ مليكَ العرشِ يعـــشَقهُ
بل يصــطَفيهِ وأن فـي رزئهِ إكتَحــلا
بقلم: أحمد مانع الركابي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى