يا صاحِ هبْ لي من شعورِك ما حَلا
خذْني إلى عدلِ الزمانِ لأرحلا
خذْني فإني قـد سلوتُ مصائدي
ورجعتُ إنساً من زماني مُثْقلا
فبكيتُ أنّــي قـد أخذتكَ غرّةً
وحسبتُ وجدي أنني لنْ أُسألا
يا طيرُ إنّا قـد أكلنـا بعضَنــا
بَشَــرٌ ولكنّا نُعِــزّ الأرْذَلا
نزدادُ مـن بؤسِ الفقيرِ سعـادةً
ونسيرُ في نعْل الغنيِّ جنـادلا
هذا صراخُك قـد أقض مضاجعـاً
للطيرِ في كلِّ المواطن أشعلا
ناراً تهيمُ على عيـونٍ أتقنتْ
صدقَ المروءةِ ثمّ أضحت أجملا
يا طيرُ عذراً فالشتاء لقـد أتـى
لكنّه لـم يُحيِ حقاً مهــمـلا
ارحلْ، فإني قـد أسرتُك مازحاً
كي أستقي من نورِ وجهك سلسَلا
فالوحشُ مـن ذاتِ الفصيلِ أُخوّةٌ
أمّا ضعافُ الإنسِ باتوا مَأْكَلا