الأربعاء ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩

جُرْح القُدْس

بقلم: عبد اللطيف الوراري
لِلَّهِ جرْح ُالقُدْس رأْسُ جِراحِنا
أعيا الأساة، وزادَ عن شُرّاحِنا
أدْمى القلوبَ فللقلوب مواجعٌ
في اللّيل حتى صار همّاً طاحِنا
يبْري إذا سِرْنا النّهار جسومَنا
ويفتُّ حين ننامُ في أرْواحـِنا
ما مرّ يوْمٌ ليس في حــدثانه
دمُنا، وفي فمه حديثُ براحِنا
كلّ السنون على الرِّماح شهيدةٌ
يا ليْتنا كنّا شهودَ رمــاحِنا
في كلّ بيْتٍ غُصّــةٌ عربيّةٌ
تشكو هوانَ الدّمع في أتراحِنا
وتُسرّ للنجمات تنْشجُ: أيُّـنا
أوْلى ليعزف في الحنين ملاحِنا
يا صَبْرنا القاسي على أشْواقنا
لمّا سَقينا الجرْحَ أعْذبَ راحِنا
ليْت الغيوم حنَتْ علينا كلَّمـا
هبّتْ على الأشْواق سُودُ رِياحِنا
يا قُدْس. يا باباً إلى الله ارْتمى
كيف الوصول إليك بيْن جراحِنا؟
يا برْزخاً وسع المعاني كلـَّها
هل أطلقتْ رُؤياكِ بابَ سراحِنا؟
يا جَلّ مَنْ وَشَت الصّباحة وجْهَها
فوْقَ الصّفات،متى أوانُ صباحِنا؟
تُقْـنا إلى خُصْلاتك الرّيَّا وقد
مرّت على دمك الحروبُ طواحنا
كعُيوننا ظمِئت إليك فهل روتْ
خصلاتك الأحلام ماءَ صُداحنا؟
صُمْنا إليك، فهل سمعْتِ دعاءنا
يا أمّــنا أم نُحْت مثل نُواحِنا؟
تبْكين أطيافَ الحمائم في الْحِمى
والطّـيْر لا تشدو على أدواحنا
والشّمس تلهثُ والثّكالى والرُّؤى
ومرابعُ الأقْصى ومحْلُ بطاحِـنا
والآيُ تحتـك تعبثُ الأيدي بها
حتّى تزول الآيُ من ألْـواحنا
وبكيت في عُمَر الكرامةَ والنّدى
وسنا السّنابك في خُيول صلاحنا
ورزحْتِ تحت القيد تنتظرينَ منْ
خـَـذلُوك بيْن غدوِّنا ورواحنا
لا يُــنْجزون الوعْدَ إلاّ كـاذباً
ويردّدون صــداك قوْلاً لاحِنا
يا قُدْس صبراً إن رزئت بذلِّنا
وعييت دهراً من ضروب كُساحنا
وجرعت كأسك علقما، ولكم جرى
من حاجبيك النور في أقداحنا
صبراً.. سيطلعُ من جراحك بيننا
جيلٌ يصير إليه أمْرُ صلاحِنا
تُحيي أصابعه اليباب، ويرتدي
في وقفة الأبطال تاجَ كفاحنا
وإليك يسلكُ كلَّ درْبٍ نازفٍ
حتى يزفَّ النّصرْ في أفراحِنا
بقلم: عبد اللطيف الوراري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى