

ثَورَةُ الرِيح
هل بُؤرَةُ الإعصَارِ تَدنُو كُلَّمَا
عَادَت جُيُوشُ الغَوثِ لُغزًا مُبهَمَا.!
فَتُحَطِّمُ الأقدَارَ فَورَ عُبُورِهَا.!
مِثلَ ارتِشَافِ الرُوحِ فى ثَغرِ السَمَا
فَتُرَفرِفُ الأشبَاحُ فَوقَ رُبُوعِهَا
عِندَ انبِثَاقِ المَوتِ تُنبِتُ بُرعُمَا
يُسقَى دِمَاءُ الفَجرِ فى فَوَرَانِهَا
لِيُحَرِّرَ الجُرحَ المُقَاوِمَ بَلسَمَا
هل يُسألُ البُركَانُ عن ثَوَرَاتِهِ.!
أو يُسألُ الطُوفَانُ مَوتًا أنعَمَا.!
تَأتِى الكَوَارِثُ فى رَبِيعِ قُلُوبِنَا
و تُنَازِعُ الأعمَارَ بَوحًا أبكَمَا
هل تَسقُطُ الأجرَامُ عن أفلاكِهَا
عِندَ امتِشَاقِ الفَجرِ قَوسًا مُلهِمَا.!
ثُورِى سِفَاحًا يا عَزِيزَةَ قَومِهَا
كَالغَانِيَاتِ الغِيدِ تَقتُلُ مُغرَمَا
وتَلُوذُ بَالأعذَارِ عِندَ رُكُوعِهَا
وتَحُوزُ بَالأوهَامِ نَصَرًا مُؤلِمَا
فَتَعُودُ مُثلَ الأمسِ مِلءَ قُيُودِهَا
وتُرَاكِمُ الأغلالَ قَيدًا مُرغِمَا
كَالفَخِّ يُنصَبُ فى غَرِينِ عُرُوقِهَا
وتَرَاهُ فى فَجِّ اللَيَالِيّ أنجُمَا
كَالفِكرَةِ الحَمقَاءِ تُورِثُ حَيرَةً
كَالعُرسِ يَبدُو بِالمَكَائِدِ مَأتَمَا
كَالثَائِرِ المَهوُوسِ يَهدِمُ مَنجَمًا
لِيَعُود من أرضِ المَظَالِمِ مُعدَمَا