لأنّكَ تَسْتَبيحُ دَمي
لأنّكَ مِثْلُ أعْدائي
لأَنّكَ طَعْنَةٌ في الْجِسْمِ مِنْ رأْسي
إلى قَدَمي
سَأبْدَأُ دونَ بَسْمَلَةٍ
وَأَقْتُلُ في فَمي نَعَمي
وَأعلنُ دونها
لائي
.
لأنّي أسْمَعُ الصّرخاتِ مِنْ تُرْبي
تَهُزُّ قُبورَ آبائي
لأني أيْنَما أمْشي
على دَمٍّ وَأشْلاءِ
سأَلْعَنُ وَجْهَكَ المَلْعونَ مِنْ أَلِفي
إلى يائي
.
لأَنّكَ أنْتَ يا ... مِنّي
وَفي ذاتي
وَدَمُّكَ مِلْءُ أوْرِدَتي
وجَمْرُكَ في احْتِراقاتي
لأنّ لِوَجْهِكَ الْمَذْبوحِ آثاراً
على وَجْهي
تُعَبِّئُ لي مساماتي
فلا أسْتَغْرِبُ السّرَطانَ في دَمّي
ولا الْحِقْدَ الذي اسْتَوْلى
على ذاتي
ولا أسْتَهْجِنُ الْقُبْحَ الذي يَبْدو
بِمِرْآتي
.
تُحَيِّرُني !!
فَأبْحَثُ فيكَ عَنْ رُوحٍ
فألْقى فيكَ لا الْحَيَّ الذي
لَوْ متُّ يَرْثيني
ولا الْمَيْتَ الذي يُرْثى
تُحَيِّرُني !!
فأَبْحَثُ فيكَ عَنْ جَسَدٍ
فَأعْثُرُ فيك تاراتٍ عَلى لا شَيْءَ أَلْمسُهُ
وتاراتٍ عَلى خُنْثى
تُحَيِّرُني !!
فأَبْحَثُ فيكَ عَنْ سِمَةٍ
فَأَلْقى فيكَ لا لَوْناً
وَلا طعَْماً
كَأَنّكَ مِثْلُ لا ذَكَرٍ
وَلا أُنْثى
.
أنا ما كُنْتُ مِنْ خَشَبٍ
ولا في أضْلُعي قَلْبٌ
مِنَ الخَشَبِ
لِكَيْ أُنْجيكَ مِنْ حِقْدي
وَمِنْ غَضَبي
وَلَسْتُ اللّهَ كَيْ أُهْديكَ مَرْحَمَتي
وَغُفْراني
وَلَسْتُ نَبي
وَلَسْتُ ابْناً لِمِثْلِكَ يا ...
وَلَسْتَ أَبي
.
فَيا حُزْني !! وَيا أسَفي !!
ويا عَجَبي !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ عَرَبي
.
تُحَيِّرُني !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مني
لِتَحْزَنَ حينَ تَلْقُفُني
وَتَفْرَحَ حينَ تُلْقيني
تُحَيِّرُني !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مني
لِتُخْطئَ حينَ تَكْتُبُني
وَتُبْدِعَ حينَ تَمْحوني
تُحَيِّرُني !!
.
وشيْءٌ فيكَ يُضْحِكُني
وشيْءٌ فيكَ يُبْكيني
.
.
تُحَيِّرُني !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
لِنَغْدو مِثْلَ سَجّانٍ
وَمَسْجونِ
تُحَيِّرُني !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
تَروحُ على امْتِدادِ الأرضِ مِنْ جُرْحٍ
إلى جُرْحٍ
وتغفو فوق قُنبُلَةٍ
وَتَصْحو تحت سِكّينِ
تُحَيِّرُني !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
مِنَ الطّينِ
.
فَلَسْتَ اللهَ تَقْتُلُني
وَتُحْييني
.
تُحَيِّرُني !!
ويا أسَفي
كأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
فِلَسْطيني