الثلاثاء ٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٨

بغداد

بقلم: فائز الحداد
تمشت بثوب العز والعز دارها
وأعلى مدارات الشموس مدارها
 
عليها عيون الله في كل لحظةٍ
يغازل موج الشط وجداً نضارها
 
إذا الكرخ لو غنّت رصافة أهلها
جنوباً... تغنّى بالشمال هزارها
 
وإذا ما هوى بغداد غنّى لدجلةٍ
تلالاً خضيباً في الفرات عذارها
 
ولو غيمةٌ أمّت عظيم سمائها
لصلّت وبالأفلاك لاح انهمارها
 
ولو تاهت الأفلاك في غيهب الدجى
وتاهت ديار الكون حتى بحارها
 
لكانت لها بغداد في الأرض رايةً
وكان لكل الكون شمساً نهارها
 
وإن قيل للأقمار غيبي لأذعنت
ومابان للأقمار إلا انكسارها
 
وشقت جبال الأرض زهواً شموسها
فما الشمس إلا ظلّها وانشطارها
 
عليها عيون الله ماشاخ فجرها
شباب شواطيها. شبابٌ فنارها
 
وفضلٌ لها بغداد في كل ذمةٍ
ويعلو على كل الرؤوس قرارها
 
وما ناءها والله طيرٌ لسعدها
غرابيبها ناءت وناء غبارها
 
وماهمها في الناس هجرٌ لراحل
وما عزها في الناس إلا بذارها
 
ومن شاء فأل الريح ميلاً لشأوه
لعافته هذي الأرض حتى حجارها
 
وهل لاح في العشاق من رام هجرها
وهل ضمَّ غير المخلصين عفارها
 
ولا عاشقاً في الكون إلا تشوقه
ولا زهرةٌ في الأرض إلا تغارها
 
ولا هان لا والله شهمٌ بدارها
وما هان فيما هان إلا صغارها
 
ولا جانب التاريخ يوماً بغفلةٍ
خطاها ولا في البأس كلّت شفارها
 
فللآن تزهو بالرجال قلاعها
وأعلى حوارات القراع حوارها
 
وأطفالها للآن رغم جراحها
يميسون كالأزهار لو فاح غارها
 
وفي العز إذ تغفو وتغفو بجفنها
وسائدها تبرٌ وتبرٌ دثارها
 
وتبرٌ رواسيها وتبرٌ ضفافها
وتبرٌ بلا والله. حتى قفارها
بقلم: فائز الحداد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى