
باراك أوباما
الشاعر أحمد مطر من مواليد الخمسينات. بدأ مطر يكتب الشعر في سن الرابعة عشرة، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية. لم تطاوعه نفسه على الصمت حينما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب في فترة مبكرة من عمره، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد تتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
في الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره. عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً. كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى بينما يختمها ناجي العلي بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
تكررت مأساة الشاعر بصدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الاثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. استقر أحمد مطر في لندن منذ1986، ليُمضي الأعوام الطويلة بعيداً عن الوطن.
باراك أوباماقَرْعُ طناجِرِكُمْ في بابيأرهَقَني وَأَطارَ صَوابي..(افعَلْ هذا يا أوباما..اترُكْ هذا يا أوباما..أَمطِرْنا بَرْداً وسَلامايا أوباما.وَفِّرْ لِلعُريانِ حِزاما!يا أوباما.خَصِّصْ لِلطّاسَةِ حَمّاما!يا أوباما.فَصِّلْ لِلنّملَةِ (بيجاما)!يا أوباما..)قَرقَعَةٌ تَعلِكُ أَحلاماًوَتَقِيءُ صَداها أوهاما.وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْليلا يَخبو حتّى يتنامى.وَأنا رَجُلٌ عِندي شُغْلٌأكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتِكُمْأطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْفَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاًكَي أَحظى بالعُذْرِ ختاما:لَستُ بِخادِمِ مَن خَلَّفَكُمْلأُساطَ قُعوداً وَقِياما.لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجىإنْ أَنَا لَمْ أَصِلِ الأَرحاما.لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجىلأَِكونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْنيوَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْأو ظَلُّوا أَبَداً أيتاما!أنَا أُمثولَةُ (شَعْبٍ) يأبىأن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا..و(نِظامٍ) يَحتَرِمُ الشَّعبا.وَأَنا لَهُما لا غَيرِهِماسأُقَطِّرُ قَلبي أَنغاماحَتّى لَو نَزَلَتْ أَنغاميفَوقَ مَسامِعِكُمْ.. أَلغاما!فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباًوَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.أَمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوافي هذي الدُّنيا أَنعاماتَتَسوَّلُ أَمْنَاً وَطَعامافَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلٌفي كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتيلَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتيأَن أَرعى، يوماً، أغناما