الاثنين ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩

امتـــــداد

بقلم: سالم المساهلي
مرّ بنا الطير سابحة في النقاء ...
نراها على هامة الأفق مغمورة بالنشيد
تراوغ سرب الغمام ..
وتفتح أشواقها للشعاع الفسيح
فيكتظ فينا هوى الانعتاق
ويعبق ريح الصهيل ..
ونغفل في لحظة عن مدانا ..
تداعبنا رفّة من جناح الخيال
وتفجُؤنا رغبة في الرحيل ..
فيا أيها الطير يا داعي الانطلاق
ويا ومضة المستحيل ..
تدلّ قليلا ... تدلّ. ..
تراني أجرّ الخطى
وأدفع عني عناد الجدار
وبين الضلوع اختلاف الجهات
تشتّتني بين وهم ووهم ..
تَدلَّ .. ترَ ريش أغنيتي
وهي تطفو على دمعتي
ترَ الريح تحتي ..
ولكنني مرهق بالفراغ الثقيل ..
 
ألا أيها الطير يا عالي الانتماء
سلام عليك من النبض والحمحمات
سلام من الروح تهفو
من العين تصبو
ومن غابة الأمنيات
 
*******
يصرّفنا الوقت بين أنامله
وتلهو بنا كُرة الأرض
تقذفنا للشّتات..
وتحضننا بين حين وحين
فتخلد أيامنا للسبات..
ونزعم أنّا ـ على ذلك العجز ـ سادَتَها
وأنّا الرّعاة العتاة ...
وفي جوفها يستحيل المدى حفرة ً
ويسكن دفق الحياة
 
******
تحارُ المدارك يا طيرُ
في ذا وذاك ...
ويرتبك العقل ، مندهشا في السؤال :
 
لماذا تلوح المسافة بيني وبينك
ضاربةً في الغياب ..
ونحن ـ على ذلك البعد ـ هذا الترابُ ؟
لماذا تَرى الكون أنشودة ً
وأغرق في لجّ هذا العذابِ ؟
 
تدمّرني غربتي والطريق
فيا ليتني كنت فوق المكان
وخارج هذا المضيق..
 
تعال اقترب يا صديقي
ولا تنزعج من ملامح هذا البشر
فلولاك ما كان لي موعد في السماء
أشد له الشوق والأمنيات ،
وأزرع فيه الصدى والصور..
تعال اقترب ..
عسى يطلع الكون فصلا جديدا
يجمّع كل الفصول ..
ويكشف عن وَحدة الكائنات ..
ووَحدة شوق الوجود..
 
تعال اقترب يا أخي ..
وحطّ على هامتي ..
كي تحس بدفء الأمان ..
فلا فرق بيني وبين الغصون ..
وبيني وبين الرّبى ..
غدا نلتقي ..
غدا نلتقي ..
وتعشب من دمنا الأرض ..
تينع عمرا جديدا لمن سوف يأتي ..
فلا تكترث للفراق ..
ولا تبخلن بالنشيد ..
بقلم: سالم المساهلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى