

الشاشة والساسة
وقف المكلفون بالأمن أمام الشاشة يراقبون أبطال االشريط. وكلما لاحظوا شيئا غير عادي نبهوا الممثلين الى ضرورة الانضباط واحترام القوانين الجاري بها العمل في البلاد فيغير الممثلون سلوكهم وأفكارهم تمشيا مع الذوق الرسمي. لكن في نصف الشريط رفض الممثل الرئيسي الانصياع للأوامر فتدخل الأمنيون وألقوا عليه القبض وأخرجوه من الشاشة.
رفض زملاءه ﺇتمام الشريط و جلسوا في ركن مظلم من القاعة مضربين عن العمل إلى أن يعود زميلهم الذي عاد بعد نصف ساعة مثخنا بالجراح والكدمات ودخل الشاشة وهو يبكي. وفجأة أقفل باب الشاشة و أخذ هو وزملاءه يلعبون الأدوار التي تتماشى مع أحلامهم وقناعتهم والمتفرجون يصفقون ويرددون الشعارات والمطالب. حاول الأمنيون ولوج الشاشة دون جدوى. وخوفا من أن تتطور الأشياء إلى ما لا تحمد عقباه من مظاهرات تعم البلاد أخرجوا مسدساتهم ومدافعهم و طائراتهم و بواخرهم الحربية وبدأوا يطلقون الرصاص حتى أصبحت الشاشة لوحة حمراء.