| شوقي إليكِ مُؤجّج مأزومُ |
أمّا اشتياقُكِ خائفٌ مهزومُ |
| لاأعرف الأيام كيف تقودني |
والعشقُ في القلب السقيم مقيم |
| لاأعرف الأشواق كيف تشدّني |
والقلب من ضرباتها محمومُ |
| من يقتنعْ بالنار يقطفْ وَردَها |
بعض القناعةِ حَملُها مشؤوم |
| أنا من رأى الأيّامَ تبذرْ حَبَّها |
وتعلِّم الإنسان كيف يقوم |
| أنا من رسمتُ ربيعَها بمواجعي |
كيلا يقال بأنّي الموهوم |
| في القلبِ ألفُ رسالةٍ مجنونةٍ |
والحرف من آهاتها مرسوم |
| النار تحفرُ دربَها في ناظري |
والجفنُ نهرٌ شطّه مهدوم |
| في القلب أطفأت الجِفاءَ، وكم لنا |
مِنْ قصّةٍ قد شابَها التنجيم |
| حتى الفؤادُ بحقدِهم مكْلوم |
نَسَج البغاث خيوطَها في غفلةٍ |
| وَيلٌ لهمْ فحديثهم مَلغوم |
زَرَعَ الوشاة سمومَهُم في دربنا |
| فالشَّهدُ في أشداقهم مسموم |
طَرَفُ اللسانِ حلاوة وتلوّنٌ |
| فالحبُّ بين شفاهِهِمْ مَجْلوم |
إنْ ذُقْتَهُ ذقتَ العداوةَ والضنا |
| عنه العيونُ وطُلسِمَ المفهوم |
ضاقَ النّقاءُ بصدرِنا وتحوَّلتْ |
| والمرءُ في أقدارِهِ محكوم |
أنا من نسيج الحبِّ بعضُ تنفّسي |
| إنّ الحياة مَسَرّةٌ وهموم |
وبقيّة مني تنادي خافقي: |
| هجَرَ الضياءُ فناءَهُ والبوم |
كيفَ السباقُ وَطَبعُنا مُتفسِّخ |
| وتقاسَمَ المستضعفين غشيم |
إِنّ الفواجع أحكمتْ بُنْيانَها |
| واسْتَمرأ اللحمَ الطريّ زنيم |
تلك المواسِمُ جرّدتْ أثوابَها |
| والعِرْضُ يُهتَكُ ، والغيورُ سَقيم |
فالنائحاتُ صراخُهنَّ مَبَدّدٌ |
| والمسجدُ الأقصى سَبَاهُ الرومُ |
القدسُ ماعادت عروسَ عروبةٍ |
| والشعرُ في الألغازِ راح يعوم |
كم صارخٍ ياعُرْبُ! كم صوت أتى |
| كم حرَّة سُبيَت ونحن نهيمُ |
كيفَ القصيدُ يضيءُ دربَ جهالةٍ |
| أسماعَنا والحِسُّ عنه كتيم |
عجبي فتجّارٌ له قد أُنتِجوا؛ |
| حِسُّ العروبةِ عندهم معدوم |
كم طفلةٍ خطّتْ بدمعٍ حُزنَها |