طلقة ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٨، بقلم ميلود بنباقي أصابته الطلقة في مقتل.. أو هكذا تخيل. توقف متحسسا صدره. بحث عن شلال دم حار في جسده وملابسه. عن ألم حاد في مفاصله ومسامه. عن سقوطه ورجفته وبرودة الموت الزاحف ببطء من قدميه إلى قمة رأسه. عن (…)
حرب قديمة ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٨، بقلم ميلود بنباقي حرب قديمة كرسي برجل واحدة. تحته قط بدون ذيل... جوارهما رجل يكتب مذكرات حرب قديمة. حب قال لها: أحبكِ. قالت له: أحبكَ. سقطت قذيفة عند أقدامهما فانتهى ما كان بينهما، ولم يعد أحد يحب (…)
ذباب الكلاب ١ آذار (مارس) ٢٠٠٨، بقلم ميلود بنباقي كلب أدهم يتبع مربيته الشقراء إلى حديقة الحي. ينجز تمريناته الرياضية، يقضي حاجته الصباحية فوق عشب بلله الندى. يأخذ حمام شمس. يتحرر، لدقائق، من سلسلة عنقه الذهبية. يغضب الكلب مني، فأتراجع عن (…)
سعدك يا مسعود ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي "مسعود! انتبه يا مسعود، إنك تسبح ضد التيار.. طاوع الماء ولا تعانده." هكذا هتف الهاتف في داخله فهب مفزوعا وحك رأسه بيدين مرتعشتين. تفل وأخذ نفسا عميقا وأرخى جفنيه المبتلتين بدمع النعاس. كان مجرد (…)
أو.. كالشـــــــــــــــــــيء ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي نفد صبره ولم ينفد هذا الصهيل في أذنيه، يصمه ويصيبه بالجنون والدوخة والغثيان. يعمي بصره. المنزل يصهل والشارع يصهل وجاره يصهل وبطنه تصهل والأولاد يصهلون ونشرات الأخبار تصهل... العالم كله يصهل. (…)
تشابـــــــــــــــــــــــــــــــــك. ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي حين يتعب من النظرإلى الجرح النازف في قدمه اليسرى، يحول عينيه الذاويتين إلى الأفق البعيد الممتد أمامه كطفولته وأحلامه الغابرة. يترقرق دمع دافئ ومالح على خديه المتورمتين ويسيل أنفه، فيبتلع السائل أو (…)
رمـــضـــــــــــــــــــان. ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي مر عام على زواجنا يا أم الخير، ومضى العيد الصغير وتلاه العيد الكبير، والدار مازالت خاوية تصفر وغرفها الأربع فارغة. الدار التي لا يعمرها الأطفال يسكنها الشيطان والعياذ بالله... أحنت الولية رأسها (…)
عاجل ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي أقتعد صخرة يتيمة وأرنو متعبا للعشب النامي فوق قبرها العريان... أقول لها: " ما مت يا حنة وما قرب الموت ناحيتك! " أسمع عظامها النخرة تطقطق معاتبة. أخجل من نفسي ومن وقاحتي الفجة. أمسح غبشا حط فوق (…)
بـــطــل مـــن ورق ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي جلس قبالتي بوجهه الصارم و نظارته الشمسية السوداء. تحاشيت نظراته المصوبة نحو وجهي بإصرار واضح و عناد لم أجد له تفسيرا. قلت لنفسي: لماذا ينظر إلي هذا الرجل الغريب بهذه الطريقة الفجة؟ هل هو مخبر بليد (…)
بقع دم بيضاء ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧، بقلم ميلود بنباقي أسلم محمود درويش نفسه طواعية للأبيض على الحواس. لليقظة المغمى عليها،أو...للحياة في موت مجازي. الموت الحقيقي يتلصص عليه من ثقب القفل في الباب. حين طال نومه ثماني ساعات كاملة، صاح به حانقا: كف عن (…)