تعبتُ ...
تعبت ياحبيبي وأنا
أرى وجهك في كل حريق
حين تشظّيتَ من جنين
وصرّتَ
باسم في غزة،
كاظم في بغداد،
وأيهم في الجنوب
تعبت لأنّي ما زلت على النوح قادرة
وخجلت لأني لست على ترابكم شهيدة
سيدة المدن .... كان اسمي
وكنت في جنين أبكي أطفالي
واليوم أبكي مريم في قانا
واحتراق دفاترها الملونة .....
صوت مريم يدوي:
أحرق أزهار حديقتنا
صوت غول النار يرعبني
أبحث عن سنفور يحملني ...
أهلي ... إخوتي ... رفاقي قتلوا
وأنا ... أنا ... أموووووووت
أموتُ
وكاظم على شطّ دجلة
يبحث عن مركب العودة
قبل أن يذوي صبا النهر
فلا الكواكب سجدت ليوسف
ولا كان في السماء شمس ولا قمر ....
آه باسم
ياشمس الفداء في غزة وجنين
ياالذي
أضم إلى صدري دمك
فتنبت كلّ صباح من كفّي وردة
أنا ما تعلّمت سوى الصلاة والحب
لكني لا أستطيع حبّ أعدائي
وكلّ يوم أتوب إلى ربّي
وأصبّ لعنتي على الذين
وهبوا ليد الغدر ثوب نقائي
" وحقنوا خيولهم بهوى السبات "
[3]
يداي الممتلئتان بالخيبة
وقلبي الموغل بالشوق لنسمة حريّة
يصلّون
يصلّون ليديك والجراح فيها تقبض على الزناد
وتكتبُ في صفحة الأمل
عنوانَ غدٍ يأتي بشمسٍ وعرس
أناملكَ ...
أناملكَ مازالت موشومةً على صدري
وطول البكاء لم يفقدني كلّ ملامحي الجميلة
مازلتُ بأمواج النهر أسترُ عرّي
ولا أستسلمُ للقحط على ضفاف القهر
ومازلت أرقبُ الأيهمَ قبلة على خد الشمس
يشرق بالفجر الثاني من صباح الجنوب
يتناسل الورد من شفتيه
ويعمّدني بالياسمين والنار
أنا سيدة المدن الموهوبة للخصب
وعلى شواطئ اليباب أبحث عن بقاياي
في قلوب كسالى أضاعتني
وزرَعَت الوجع بذاكرتي
يا الأيهم الذي وعدني :
سأعيدُ لوجهك ملامحه
وأعيد النقاء لثوبك
سأزينك بالفجر
فكفّي بكاءً
وكفّني الأطفال بورود الشهداء....
أعيدي" مكحلتك وأحمر الشفاه "
افردي ضفائرك
" لن يركعنا ساكنوا الدبابات
ولا ساكنوا القصور "
فتعالَي
وتعالِي
أهديتك خيل الحرية
وألف قمر يحطّ على شفتيك
فاطلقي النشيد
وافرشي قناديل البداية
على درب العرس من الجنوب
يا الأيهم الذي ما عرفتَ وعود الأوهام :
أنت نصرْالله ... وصوتك إيقاع الكرامة ...
أنت المسيح - الذي
في قانا اجترح معجزة العرس حباً
[4]
وبالسوط طرد الصيارفة من بيت أبيه
[5]
وباعة حمام الكلام - يعود ثانية...
أنت نصرُ الله
موشّى بدم الشهداء
يحيي أوردتي المكتظة بالحطام
ليسكن النهر ضفتي كرامتي
وتبدأ القيامة