

خطوات فوق جسد الصحراء
العتبة :
بينَ يديكَ الآنَ .. حريقٌ منْ حطبِ الكلماتِ، في مَوْقدةِ الشمسِ الحارقةِ الساقطةِ، فوقَ أرضِ الجزيرةِ العربية.
أنتَ الواقفُ أمام عتبةِ النصِّ، عليكَ الآن، أن تملكَ حرارةَ الصحراءِ في القلبِ، وكثيرًا منْ عشقِ المجدِ ..
كي يستريحَ النصُ .. بينَ يديكَ مثلَ السيفِ العائدِ من النصر .
ولكي تَجْتازَ العتبةَ، وتدخلَ معي في سَفَري، عليكَ أنْ تَتركَ هُنا كلَّ مَتَاعِ الدنيا .. وتكونُ معي في سَفَرِ التاريخِ إلى الوراء.
نقطةُ الانطلاق، زمنُ الجاهلية
نهايةُ المطافِ ، حجَّةُ الوَداع
تلكَ محاولةٌ للدخولِ في تاريخِ الحضارةِ العربية الإسلامية.
الباب :
تَفتحُ البابَ الآن .. على مهدِ الجزيرةِ العربيّة. تدخلُ مدينةَ الشعرِ ، ومدائنَ النّثر ، وصَرْحَ التاريخِ، وجسدَ الأرضِ الجغرافيا.
لا تَبْحثْ عني بينَ سطورِ الكتابِ .. هُوَ أنتَ هذا العربيُّ القادمُ إلى الجزيرةِ العربيّة.
قلتُ .. وأقولُ الآن : في تجربتي الثانية ( عن مسرحةِ القصيدة العربية)
هنا مزيجٌ لجميعِ عناصرِ الأدبِ معاً. يتوافَقُ مع النصِّ ..
هُنا تَجِدُ القمرَ والبحرَ والرَّمْلَ والصحراءَ والتاريخَ وقَدْ دَخَلَ الواحِدُ في الآخرِ حتَّى ضاعتِ الفروقُ بينَ الشعرِ والنثرِ بينَ التاريخِ والجغرافيا، بينَ المسرحِ والقصةِ وبينَ الواقعِ والخيال.
ربّما يَرْفَعُ من قيمةِ النصِّ ..
أنّني أصلُ الآن، بين حاضري وجذوري. هذا الخليطُ المتراكمُ أُسمّيهِ على طريقتي .. مسرحة القصيدة، وهنا تكون التسميةُ،
مَسْرَحةُ القصيدةِ فوقَ جسدِ الصّحراءِ
قمرٌفوقَ ليلِ الجزيرةْويداكَ من فضّهْوجسمُكَ مِنْ ترابٍوسماؤكَ مِنْ نحاسٍوَعِشْقكَ من سَرابٍ.ماذا سَتُجنِي من سرابِ القلبِ ؟ماذا سَيأتي من غابرِ الزّمانِ ؟قمرٌيرسمُ ظلَّ اللونِيلعبُ في فرشاةِ الضَوْءِيرسمُ بحرًا وجزيرةيرسمُ قصرًا في صنعاءَ .. تسْكُنه أميره ..وخيالاتٌ بعيده .. تَطلُّ من قصرِ غَمَدان ..كانَ القمرُ يتنزّه في بستانِ الأرضِيَصْغي إلى أصواتِ أغنياتِ الماءِتموجُ تندفعُ تتدفقُ في أبراجِ فلكِ الرغبةِويُدَحْرِجُ نصفَ الضوْءِفوقَ غابات الشّجرِ العالينِصفَ دوائرِ أشكالِ ألوانٍ لقوسِ قَزَحتدورُ في نفسِ المكانِترسمُ شكلَ الوطنِ القائمِ بينَ البحرِ وبينَ الرملِ ..ترسمُ خارطةً على شكلِ سكينٍصَنَعَتْ ذاتَ زمنٍ مسكونٍ بالمجدِإمبراطورية عربيةحَمَلتِ الأرضَ على كفِّ السَماءِويَهْمِسُ القمر .. ..حين يندسُّ الضوءُ في الماءِويَعْلو الموجُ إلى القمةِويختلطُ الشعاعُ بالياسمينِوالنورُ بالعتمةِ لتحيا الحياةُ.قمريَرْسِمُ وخيالاتٌ بعيدهْ ..دَخَلتْ مدائِنَ الرّخام والحريرِوأجواء الخيام وبراري الهيامِ ..وبساتينِ العطورِ وغاباتِ النخيلِواغتَسَلتْ في ماءِ البحرِوانتَظرَتِ الفارسَ القادمَ من صحراءِ الجزيرةيَغْرُزُ سهمًا في هوى القلبِوسيفًا في الرمالِ ..نادَتْ عَليه ِ مِنْ علياءِ طاقةِ القصرِيقالُ : زرعَ النورَ عندَ أسوارِ المدائنِيقال : حينَ اكتملَ البدرُكان قمرُ الزمانِوكانَتْ بدرُ البدورِوكنتُ في وادٍ .. وكنتِ في وادٍوما بيننا كانت صحراءُصحراءامرأةٌ كالريحِ مكشوفةُ الوجهِصعدتْ إلى معابدِ الشمسِحتى احترقتْ في مواقدِ الشعرِ والحنينِوانخفضتْ حتى لامَسَتْ جدائلَ الليلِومغيبَ الأفقِ ..وجسَدَ الأرضِ .. وخَرَجتِ امرأةٌسمراءُتساهرُ النجمَ حتى ينامَ في ليلِ الباديةِلمَعَتْ .. برَقَتْ .. سطعَتْ ..مثلَ لؤلؤةٍ معلقةٍ فوق ليلِ اليمن ..وغرِقَتْ ..غرِقَتْ بالضّياء ونجرانُتغتَسِلُ بالضَوْءِوتسطَعُ في بهاءِ السماءِوتنامُ في بحيرةِ الفلكِقمرٌيا بدرَ البدورِ يُغطّى السماءَيَفتَحُ سِفْرَ التكوينِ وَرَسْمَ التلوينِوخرائطَ أقاليمِ الهجرةِ من مكانٍ مامن نقطةٍ ما ..من زمنٍ يرسُمُ في كُتُبِ الخلقِ كلامَ اللهِيَجْلِسُ سيدُ المكانِ والزمانِويقرأُ في سفرِ الصحراءثلاثةٌ من الملائكةِالأوّلُ : فرَشَ الصحراءَالثاني : نصَبَ الخيمةَالثالث : عربيٌفرَشَ عباءَةَ السماءِ خيمهْوَيَخْطُو مُرتحلاً من البحرِ الأحمرِإلى المحيطِ الهادئ حتى خليج العربوشرقًا من رأسِ خليجِ العقبةِ حتى الفراتِقمرٌفوقَ البحرِمبللٌ قليلاً بالنعاسِ والمطرِوينتشرُ الضبابُغزالةٌتنزلُ من سُحُبِ السوادِتَلفُّ البحرَ في منديلِ الدمعِوينسكبُ نهرُ الشوقِ في وادٍ سحيقٍلا زرعَ فيه .. لا غرسَ لا نباتَحَنيني ليسَ على حجرٍعلى رسمٍ على القفارِحنيني لمن سكنَ الديارَ ..خُذْني مَعك خُطْوتي في الهواءِأضَاعني قَدَري ..والأفقُ في مِعْصَمِيكان يشيرُ لي إلى الطريقِ ..تخاصمَ في ليلِ الأعاصيرِ مع بَصَريكانَ هواءً صار ريحًا صار إعصارًاأين مَوْطِنُ قدمي أين الطريقُ ؟خُذْني ..أُجاوِرُ خطواتِكَ في ليلِ الغربةِ والترحالِخُذْني معكَأدْخُلُ خيمةَ التاريخِعباءَتي الشمسُ والصحراءُ يدي ..وأصابعي أوديةٌ دائمةُ الجريانِ بالحبرِ والكتابهْخُذْني معكَخُطْوتي في الهواءِأضاعَني قَدَري وبيني وبينَ مملكتي يقِفُ الغريبُوقاطعُ الطريقِِوالسيفُ والجلادُ والمقصلةوالطريقُ إلى رحابِ مكةَ طويلةوليلٌ من الضبابِ كثيفٌ ..زمنٌ يَرْفَعُ على رؤوسِ الرماحِقلعةَ الانتظارِوصمتَ المكانِ وعطشَ القلوبِكم انتظر َ الماءُ أنْ ينفجِرَ ) غزالٌ راكضٌ )من بئرِ زمزمَفي براري جفافِ الغيمِ في قرآنِ السماء ..سيّدُ المكانِ والزمانِاتكأ على عصا من نخيلِ العراقِ ..قلتُ : يا صحراءَ كُوني عَطشي جُوعي رُجوعي عِشقي سَفري وتِرحالي في جنونِ الريحِ في سفرِ البدويِ مرتحلاً .. ما بينَ النجم ِ وبينَ الماءِ وعطشِ الأرضِ في مواسمِ الشمسِ إلى السماءِ ..مرتجلاً قصيدةً ما بينَ النهدِ وبينَ الأطلالِعطفًا على تجريحِ الريحِ من قسوةِ المكانِرجوعًا على ( ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ )يا مَهْدَ الجزيرةِ العربيةالآن أدخلُمن نافذةِ البحرِ إلى خليجِ عدنزجاجةً من الخمرِ المعتّقِفي عنقِ مضيقِ باب المندبِ ..لن تحتاجَ أن تسكرَ حتى توحّدَما بينَ الرونقِ والجمالِوعدن تتجسدُ ما بين اليابسةِ والبحرِ ..ما بينَ البكاءِ من فرحٍ وبينَ البكاءِ ..أبْعِدُ ذاكرتي قليلاًعن ( أمروءِ القيس ) وهو ينتحبُسقطَ فرحُ الدمعِ فوقَ عدنفوقَ إيقاعِ النشيدِفوق محطةٍ على طريقِ الهندِتستقْبلُ العائدينَ بالحريرِقلعةٌ من نسيج وأنسجةٌ من لونِ الفرحِرَسمَةٌ للوحه نُقشتْ بالدمِ حتى الحريةقمرٌيا ( امروءَ القيسِ) يلمعُ مثل السيفِمن غربِ الحجازِ وشرقًا في المدىيمانيُ السيفِعدنيُ الرمحِ والقامةوصنعاءُ تنزلُ مثل أميرةتغسِلُ قدميها في ماءِ البحرِوتصعدُ حيثُ يرقدُ مجدُ الشمسِ ساجدًافي صلاةِ حُرية يتلوها الفجرُلن أنزلَ هذا المساءعلى ديارِ نجدٍحتى لا أبصِرُكَ يا امروءَ القيسِوأنتَ تبكي على طللٍالتيهُ لعبتُك والخمرُ والهوىعرشًا أضعْتَملكًا بالطيبِ والبخورِ كان يحتفلُكأسي ليسَ خمراً ووجعي ليس ملكًاعتبي على زمنٍ ضاع أضاعنيوضاعتْ من يدي بدرُ البدورِ ..يعرفُ سيدُ المكانِالوقتَ والزمانَهنا كانواهنا عاشوا وتسقطُ قرنفلةٌ في كُتُب التاريخِ ..تأخُذُني تحمِلُني على أجنحةِ الوحيعشرةُ ملائكةٍ في خمسِ عرباتٍوعشرونَ جاريةً تسبَحُ بالأبيضِوما بين الأبيضِ والريحِتَرْسُمُ الجواري في فراغِ الفضاءِمنطقةَ البحرِ الأحمرِتمرُمنطقةُ البحر الأحمر فوق يديتصير طيوراً تطيرُتحمِلُني على أجنحةِ الشوقِأذوبُ في نعومةِالحرير….. .. ..اسمعُ موسيقى اسمعُ وقعَخطواتِ نبيٍّتعبُرُ في وَهَجِ الجنّةقمريدخُلُ وهَجَ النارِ ليلاًيسْتلُّ من قُدرَةِ السماءِ جبروتَ الإنسانِويكسِرُ حاجزاً ما بينَ البحرِ وبين البحرِ ..ويرفَعُ مرافئَ ويُغلِقُ خلجانَيجمعُ فوقَ جسدِ الصحراءِبَحْريْنِ معًاوتُولَدُ مدينةٌ من اللؤلؤِقمرفوق البحرين .. كَان دَليلي" وطرفةُ بن العبدِ " أمامييرفعُ فلسفةَ الدنيا من أدنى الشوقِالمفْضُوحِ إلى القمةِ إلى الحكمةِيركضُ الزمانُ وأنتَ تركضُ على جمرٍ من لهيبٍمنفيًا داخلَ المكانِ وخارجَ المكانِحتى بلغتَ أطرافَ " جزيرةِ العربِ "تجْرَحُكَ الصحراءُ وأنتَ جارحُ الكفِّ واللسانِوصلتَ في تِجوالِكَ بلاطَ الحيرةِتقرّبتَ من موتِك كثيرًاما سكتَ اللسانُ عن الهجاءِوتموتُ وأنتَ تهزُّ غصنَ الشمسِلستَ وَحْدَكَ .. كَم مشرّدٍ ..هنا هائمٌ هذا الزمانهل يَرجِعُ التاريخُ حَفْنةً من ترابٍ في يديوَيُسكِنُ الأهل َ ذاتَ الترابِ ؟قمرفوق البحرين .. يغازلُ غزالةً ..ركضَتْ من صحراءِ العشقِ إلى العرشِتاجًا أعادَهُ البحرُ مرصَّعًا باللؤلؤِكنتُ مذهولاً روعةً وسحرًاوحدُهُ اللهُ يفصلُ ..بين البحرِ وبحرِ السماءِ فوق البحرينِ ..جئتُ مُتوَّجًا من الغيبِبِرَمْلِ البحرِ ورملِ الصحراءِ نبوءةًوالقمرُ الطفلُ يَحْبُو يَخطو يمدُّ يدَه فوقَ كَتِفيويَدنو معي فوق بلدٍ أو مدينةٍوينْحَني حينَ أسكُبُ فرَحي في حضنِ عاشقةٍنامتْ في قصرٍ منحوتٍ في الصخرِويركضُ بفَرَحِ الغيبِ الآتي ويخْتفِيحينَ يسقُطُ من السحابِماءٌ يلعبُ على أرجوحَةِ الخيالِيَجْمعُ ماءَ الصحراءِ في " عيونِ العاشقاتِ "جئتُ مُتوّجًا من الغيبِمنفيًا خارجَ الوقتِ وخارجًا داخلَ الزمانِأعلنُ أن الأرضَ .. لا تستقرُّ في مكانٍوان بابَكَ مغلقٌ .. وطريقُك إلى السماءِعاصفةٌ تجرُفُ بحرًاما اغربَ البحرَ في مرآةِ الإعصارِيتدحرجُ مثلَ الريحِويصعدُ في قَبْضَةَ الفضاءِويسقطُ كأنَّ الأرضَ تُغيِّرُ جلدَهاويحدُثُ الزلزالُها هو انفجارُ " سدِّ مأرِبٍ "يعلنُ أن الأرضَ واحدةٌوان النبوءةَ توقيتٌ لزمنٍ آتٍوحدُهُ الماءُ يسمِّي الأشياءَ بأسمائِهايخلُطُ الرملَ بالأسماءِبالعُرْفِ بالعرقِ بالجذرِ بالانتماءِالماءُ يجمَعُ بينَ الأيمانِ وبين الكُفرِوبين العربِ البائدةِ العربِ الباقيةالعربِ العاربةِ والمستعربةِقمرٌيسقُطُ من يدِ " البحرينِ " إلى " الربع الخالي "تحت بصري ..تحت بصري تسيرُ " اليمامةُ "هي اليمامةُ لا أُهذِيحين أمدُّ يدي أبْعدُ مني تسقطُ في كفي ..ويسقُطُ رمل الخليجِ عن جسديتحتَ بصَري تسيرُ اليمامةُوتستَوطِنُ برجَ الحمامِتخلعُ قميصَ نومِها وتفرشُ ريشَهاوتنامُ بسلامٍ ..ترتدي " الدهناءُ "ثوبَها الفضفاضَ الطويلَ وعَصبةَ الجبينِوتنزِلُ في أبهى زينتِها إلى أسواقِ التجارِتَشترى " لبدرِ البدورِ " عباءَة العرسِوسيفَ " عنترةَ "وميدانَ فرحٍ وخيولاً من نجدٍ ترْقُصُوطبولاً ومزاميرَوتَرجعُ إلى قصر السلطانِتنتظِرُ " قمرَ الزمانِ " أن يطلعَ في ليلِ الغربةِوأنا في الربعِ الخالي مكانيقمرٌفوقَ ربوعِ " الربع الخالي "فوقَ البراري والقفارِلا يُشبِهُ شكلَ الأرضِ في التشبهِقطعةٌ من نارٍ سَقَطَتْ ذات زمنٍ مِنْ آلهةِ الشمسِ .. جَعَلَتْ الأخضرَ جسدًا مقتولاًوالمكان .. أمسى رمادًانقشَتْ بلغةٍ حمراءَ لونَ الرِّمال ..لا يسهرُ في ليل ِ " الربع خالي "إلا مَنْ هَجرَ في موسمِ المطرِ إلى خصْبِ المكانِ* ارضٌ لا يمْلُكُها أحدٌ في الجزيرة العربيةأُسْنِدُ رأسي على فراغِ الفضاءِ ..اعرفُ أسماءَ الرملِ والحَصى وأصدافَ البحرِوالكهفَ ومغارةَ الجنوتأبّط شراً " والغولَ ”اعرفُ أن إقدَامك فوق الأرض هباءٌوما ملكَتْ يداكوان كلَّ الأرضِ وما عليها هي الربعُ الخاليوأنا وسيّدُ المكانِ في نفسِ المكانِمكانيأخاطبُ خمسةً من ملائكة الرحمةِوسبعةً من ملوكِ الجان ..تيجانٌ تسقطُ أعمدةٌ تَصعَدُ أصواتٌ تَنزِلُتجلسُ كمثل الملوكِ فوقَ مقاعدِ الرياحِصوتي فوهةُ بركانٍ تجرَحُ تُخْرِجُ صيحاتِي .. وتركُضُ أمامي أوجاعي وعذاباتُ الرحيلِيأخذُ الربعُ الخالي من صلصالِ الطينِطينةً أخرى يتشكّل منها جسدي ..الجن الأول : ينحتُ صنمًا من حجرٍ يعبدُاللات أو العزى أو مناةالجن " الثالث" " والرابع " يناجيانِ جنيةً على عتبةِ بابِ معبدٍ تعرّت كمثل السيفِ على الرقبةوحارسانِ أمامَ البابِكجسدِ الصحراءِ قامةٌوالجن " السادس" " والسابع "الأول : يشعلُ نارًاوالثاني : يسرقُ النارَ ويبعثرُ الدخانَ في أرجاءِ المكانِوالملائكةُ على أجمَلِ غصن بانتهمِسُ للهوى .. للهدىنبيًا سيأتي افرشوا الصحراءَ بالوردِبالمسكِ والزعفرانوتطيرُ الملائكةُ الخمسةُ بين اللغةِ والمعنىتحطّ على سُعفِ النخيلِ ..تشدو ..لهذا النغمِ ترانيمُ صدى موسيقى السماءشئٌ يأتي في فَرَحٍيعزِفُ على وترِ الريحِصحراءيسيرُ الربعُ الخالي على إيقاعِ خطواتييقودُني يأخذُني من ذراعي ويَعْلويَعلو في الفضاءِيَسْبحُ بين البصرِ والبصيرةِمن شواطئِ " المحيط الأطلسي " إلى تخومِ الصينأتشبّه بما يُشبِهُني من جنانِ دنانِ النفسِأتشبّه بماءٍ يَمزِجُ روحيويشكّلُ تكويني وتكوينَ المكان *من " سقراط " الينابيعِمن " أر سطو " المنطقِ والحكمةِيجلسُ " أفلاطون " بقميصِه الجسمانيفوق عرشِ " الجمهورية " يهندِسُ الكونَيفتحُ أزرارَ قميصِ الأرضِيتأملُ ما صنَعَتْ يداهتدفقتِ الينابيعُ حضارةًونطقَتْ بالحكمةِ حتى جفافِ الواحاتِصحراءصحراءوسيدُ الزمانِ على كرسي العرْشِيعرفُ أسرارَ جوهرةِ الذاتِ النفسِ* حضارةٌ ساميةٌ ازدهرَتْ على ضفافِ الرافدين وفي وادي النيلِ .. وعلى شواطئِ البحرِ المتوسطِ الشرقيةِلو اجتمعَتْ كلّ عناصرِ الكيمياءِفي تركيبةِ الزئبقِ والماءِتولدُ لغةٌ واحدةٌ رَفَعت الدنيامن الحضيضِ إلى القمةِ وغربُ " صنعاءَ "جبلٌ يعلنُ حضورَ " النبي شعيب " إلى مدينالآن امزُج بين طباعِ الخيرِ وفعلِ الشرِّبين نوايا ربيعٍ يأتيوجفافٍ يَغمُرُ نصفَ كوكبِ الأرضِ ..يمزُجُ ما بين الأرضِ العتبةِ إلى السماءِوما بينَ الأرضِ الحكمةِقناديلُ كلامٍ في زمنِ النبوءاتِتعلو في الفضاءِ خَطَواتيوسيدُ المكانِ أماميأصعَدُ قليلا --- أو كثيرًاكي تراني فوقَ مدينحاملاً العمودَ الفقري للجسدِ الأرضِتلكَ صَحْرائي .. ..تلك صَحْرائي* وسلسلةٌ من جبالٍ امتدّتْتحتَ قدمي محاذيةً للساحلِ تسيرُ إلى الغربِ في شرايينِ " الصحراء "قمرٌفوقَ السرابِهو السرابُ رسمٌ على نحاسٍرَسْمٌ على اسمٍ على وَشْمٍيشدّني إلى بزوغِ الفجرِ الآتي من سراديبِ الظلامِلوحُ وصايا للنبي نَقَشَ الكتابةَفوقَ كثبانِ رمالِ الصحراءِوكلما أشرقَتْ شمسٌتراءى للقادمِ أن نبيًا يسيرُ هُناكإهبِط من عُلاكَكي تراني كي أراكَكي تُدرِكْ مدى عمقِ السكّين في قربِ المسافةِمساحةُ الجرحِأن التاريخَ يتقمصُ ثانيةًفي رحمِ الأرضالأرضُ الجنةدخلَتْ ذاتَ زمنٍ جهنمٍوخرجَتْ جحيمًا لا يُطاقاهبِط كالوحي قليلاً أو كثيرًا من علاكَذاكرتي قميصُ دمٍيَجرى تحتَ حوافرِ خيلِ" داحسَ والغَبْراء "لكَ يا عدي بن ربيعة التغلبي" حربُ البسوس "ويدخلُ في سيفِ " الشنفرى "مزاجُ الرملِ في غضبِ الشمسِونقمةُ الإعصارِ في أوجِ الدمارِلكَ زجاجُ القلبِ مرآةُ البدويِالصبرُ والكرامةُ وعزّةُ النفسِ والمروءةُلكنّ التاريخَ يتقمّصُ ثانيةًفي رحمِ الأرضِ تلك هي المأساةُتلكَ هي المأساةُ .. كتلةٌ من الخطايا ..تجمَّعَت كزانيةٍ في غريزةِ الجسدِوصعدَت إلى شرايينِ اليدينِقتلتْ دمَّرَت حطَّمَتمدائنَ الحريرِ المعلقةِ في خيالِ السماءِكلُّ شئٍ ها هُنايأخذُ منّي خُطوتي إلى الأماماهْبِطُ من سماءِ الكلام" الصحراءُ الغربيةُ "جنوبًا على الأطلسي " المغرب العربي "جنونًا على عشقِ " العيون "تأتي صبيةٌ من جزرِ الكناريا في اتجاهِ النظرِتأخُذُني في دفءِ عاشقةٍ إلى " الساقيةِ الحمراءِ "بصماتُ عَبَقِ التاريخِ يفوحُ هناكَ في الشمالِيَدي ما عانقتِ الريحَكانَتْ تَنْزِلُ عندَ خَصْرِها إلى" وادي الذهبِ "وترتفعُ يدي وأنا في الجنوبِوهي تَدخلُ إلى منطقةِ " الداخلةِ "أنتِ لي ..مدينتي القادمةُ من إسبانياأدخلُ شفافيةَ اللغةِ العاشقةِ" الصحراءُ الغربيةُ "قطعةٌ منَ السماءِلا تعرفُ المغيبَتكونُ عندَ المساءِشمسًا قمريةً تفرُشُ جدائِلهاجديلةً جديلةً فوقَ البحرِهي المغربُ ..هي المغربُ ..لا تنامُ حينَ تَغْلِقُ بابَ الفجرِتفتحُ للفجرِ الآتي بابًالا تدخل منةبل تخرجُ جراحُ الأمسأدخلُ في بوتقةِ الزمنِ الحاضرِوأنا الهاربُ من زمنِيالداخلُ في جلديأبحَثُ عن موطنِ قَدَميمن أوّلِ إسفارِ العشقِ في التكوينِمن أوّلِ أخبارِ التكوينِ في صورةِ تكوينيكان عالمي أوسعَمن مدى بصَريأبْعَدَ من مَرمى يدي واكبرَ من جسدييضيقُ هذا الليلُ قَميصي كثيرًا على بدنيربّمَا كانتِ الصحراءُ قميصي .. لا ..هي الصحراءُلا .. لا يكذبُ نجميكنتُ أوّلَ الداخلينَوآخرَ الخارجينلا يكذِبُ نجمي .. لا يكذبُ نجميأوْدَعَني النجمُ السرَّفي مُكاشَفَةِ الصحراءِفي غيَاهِبِ فلكيقطعةٌ من السماءِ سقَطَتْ وكانت .." المغربُ العربي "قمرٌيسبَحُ في فلكٍ مسحورٍ ..احرُسِينييا جَوهرةَ الضَوْءِ الساطِعِ بين مساراتِ النجومِتؤسّسُ مملكةً للنورِ القادمِ في حضاراتِ الشعوبِللضوءِ الطالعِفي شَرْنَقةِ النجمِ في كتبِ التنجيمِللعبادِ التي ترنو إلى هالاتِ النورِظلّليني ..يا خيمةَ البدوي الراحلِبين قفارِ الجفافِ وقحطِ المكانِبظلِّ الماءِ وعِشبِ المراعينبتَتْ لتوِّها نبتةٌ وسطعَتْ نجمةٌبرقَتْ مثل الرمزِ في خياليأين نباتُ الأرضِ من نباتيأيّها القمرُالسابحُ في الفضاءِيسبَحُ فيكَ " بحرُ الأمطارِ " أنتَ الغامضُالساكنُ في المجهولِلا شئَ يولدُ إلا في باطنِ الأشياءِأدخلُ في مداراتِ " أفلاطون " ذات القاعِ المظْلمِبين " بحرِ الأمطارِ " " وبحر الصفا "واسقطُ من عواصفِ البحار إلى " بحرِ السكونِ "يا أيُّها القمرُ المعلقُ سؤالاً وعلامةَ استفهام ؟وأنا الحاملُ عبءَ الطريقِ وهمَّ السؤالِأخرُجُ من مساراتِ السماءِاحملُ نجومي من سمائي حروفًاغامضةَ الشكلِ والألوانِتفتحُ " سيدةُ الرمالِ " يدَيهادائمًا أخرجُ من تحتِ يديكِجاهلاً تراكيبَ الرملِ في خيالاتِ الفصولِأخرجُ من أقاليمِ الفصولِأغصاني أوراقي اكبرُ من مملكةٍ على عرشِ السؤالِيَجلسُ سيّدُ الزمانِعلى حجرٍ متروكٍ لمعبدٍ وثنييكتبُ فوقَ الرملِيُعْلِنُ : سيدُ الأرضِسيأتي يهتفُ باسمِ الواحدِ الأحدِسيأتي الصوتُ من الغارِمن أعالي " جبلِ حراء "وتكونُ ليلةُ القدرِصَلصَلةُ أجراسٍ تتدلّىموسيقى من ذهبٍوحي اللهفي ليلةِ السابعِ والعشرينِ من رمضانَبرسالةِ التنويرِ وعصرِ الإنسانِسيأتي من عبادِييَسكبُ في النفوسِماءَ الحكمةِ كالدمِ في الشرايين يسرىوتجرى في عتماتِ النفس وظلماتِ الوجودِنورًا يُشرِقُ فوقَ الكونِ في صلاةٍ أبديّةسيأتي حاملاً نهجَ البلاغةِكلامٌ يشبه السحرَ وما هو بالسحرِداخلاً عوالمَ العالمِ وأقاليمَ البلدانِمهاجرًا في شريعةِ التوحيدِوتحطيمِ الأصنامِ الأوثانِأنظُرُ ..حجرٌ متروكٌ لمعبدٍ وثني بدايةُ الزوالِكلُّ مَتاعٍ على وجهِ الأرضِ زائلٌوعرشُكَ باقٍ عرشُ اللهأين أنتَ الآنَ من خطواتيمن سَفَري وهِجرتي وتِرحاليأين أنتَ الآن من عُرْسِ الأنجمِ في سمائيمملكتِي ليسَتْ في معبد وثنيوصلاتي وحياتي ليسَتْ من نسيجِ خياليخطوتي ليستْ في الريحِليست في فراغِ الفضاءِسمعُ نشيدَ النخيلِ في إنشادياسمعُ ملائكةً تهتفُ باسمكَوعبادٌ تشهَدُ أو تستشهدُ باسمِكَفي لحظةِ خلقٍ ألوهيةفتحتِ السماءُ أبوابَ الجنّةِوخرجَت للعالمين رسولامن أبواب سماءٍ عُلويةهتفَ صوتُ جبريلٍ في الغارِ " زملوني "هو صوتُ الحقِ يهدُرُ كالعاصفةِهو أنتَ سيدُ الأرضِخرجتَ رسولاوأُنزلَ عليك الكتابُ* اقرأ باسمِ ربّك الذي خَلَقْقمرٌفي ملكوتِ سماءِ الكلماتِفي البدءِ دخلَ في حالاتِ الماءِ سحابةًتَجمَّعَ السحابُحزمةً من نورٍ ونورًا من نارِواستوطنَ اللؤلؤُ في كتابٍنزلَ الضوءُ فوقَ كوكبِ الأرضِمطرًا من كلامِ اللهمن أوّل بستانِ الدنيا حتى جحيمِ النارِملكوتُ الأرضِ خالدةٌ في كلماتٍتجمَّعَ السحابُ فوق سمائيمسائي قميصٌ شفّافٌ ازرقُيُغطّى جسدًا مبتلاً ابيضَيَعْرِفُ أن الغيمَ سيمطرُبالأحمرِ يهزُّ بستانَ الأرضِكانَ الكونُ في خيالِ اللهِ فكرةًوكانَ الخلقُ أعجوبة مباركٌ ما صنَعَتليكن مباركًا ما صَنَعْتَوخلقتَ لي يدين من فضةٍوجسمًا من ترابٍكي أعودَ إليكَكما خلقتني من ترابٍسبحانَ من رفعَ السماءَ بلا أعمدةٍوبسطَ الأرضَوفرَشَ ونقشَ ورسمَ الصحراءَبلونِ النورِسبحانَ مَنْ صَوَّرَ وَكَوَّنَوقالَ للشيءِ كنْ فيكونيكونُ .. بحرًاويكونُ .. رملاًوتكونُ هي صحراءُأخرجَتْ للعالمين نبيًاوتكونُ هي الصحراءُممتدةٌ كعروقِ يديمن عدن إلى فارس إلى العراقِ إلى باديةِ الشامِ إلى بحرِ الروم إلى البحرِ الأحمرِ إلى قلبيتتوقفُ الجيادُ فوقَ ارضِ نجدٍجسدًا بِلا حِرَاك ..والإبلُ وبقرُ الوحشِ والسمرُ الوحشيةُوالذئابُ والنعامُ والقطا ..تصمتُ في جلالِصمتِ الحركةِالصمتُ تابوتٌمن الذهبِ الخالصِ لامرأةٍ ما خُلِقَتْوالصمتُ عقدٌ مرصّعٌ من الياقوتِسرقَهُ البحرُ سرًا وأدْخَلهُ داخلَ التابوتِقمرٌلا يَحلَمُ فوقَ مكةيهجرُ المكانَ في سكونِ صمتِ الحركةِويدخلُ بلادَ الحبشةِتغلِقُ " قريشُ " طوقَ الاختناقِ حولَ أعناقِ المسلمين ويخرجُ سيّدُ الأرضِكما تخرجُ البذرةُ من التربةِوينبعثُ الصوتُ من مئذنةٍكما ينبثقُ الضوءُ من العتمةِهذا الزنجيُّ من الأحباشِيرفعُ الآن الأذانَ فوقَ مئذنةٍ حبشيّةٍمَرحى بلالُ مَرحى بلالُيشربُ القمرُ الحالمُ هذا المساءماءَ الصوتِفي آيات اللهِ مرحى بلالُلكَ المجدُلكَ ما بسطَ اللهُ من الوحيما انزلَ من الحكمةِما أبدعَ في التنزيلِقمرٌلا يَحلمُ فوقَ الحبشةِ هي ليلةُ الإسراءِسيّدُ الزمانِ يفتحُ سماءَ العرشِيدخلُ سيّدُ الأرضِ في غياهبِ الغيبِ( لقد صليت معكم العشاء الآخِرَة ثم جئت بيت المقدس وصليتُ فيه )ثم يسجدُ فوقَ عرشِ اللهِو .. ويدخلُ السماءَ السابعةَ* ثم حمَلتْهُ دابةٌ عجيبةٌ هي البراقُ لها وجهُ المرأةِ وأجنحةُ النسرِ وذنبُ الطاووسِ إلى السماءِ السابعةِقمرٌيصعدُ في ..صعودِ المعراجِ ويحطُّ فوقَ محطةٍهي رحلةٌ فوقَ صخرةٍ تنطقُ الصخرةُ كما الصحراءُباسمِ اللهِ في بيتِ المقدسِتجمَعُ القدسُ شراشِفَ الحريرِوتنامُ عندَ الفجرِ مسلمةَالروحِ والجسدِ فوقَ زنودِ مكةصخرةٌ هنا قبةٌ وهناك كعبةٌ مشرفةٌيعودُ القمرُ من البعيدِ البعيدِتغفو عيناي قليلاًيأخذُني القمرُ يطوفُ بي يَعْلوكما تعلُو إلى السماءِ المعجزةُيعتصرُ رملَ الصحراءِمطرًاوينسكِبُ في كوؤسِ الريحِ غبارًايدخلُ سيّدُ الأرضِ في صلاةِ الغيبِويرفعُ بلالُ الأذانَ فوقَ مئذنةٍتطلُّ على الدارِ البيضاءِأصحُو على صهيلِ القمرِ ينادينيأن ادخلَ في سَفَريأن اجعلَ مكةَقِبلتي وطريقِيقمرٌكان دليليوليلي على سفرٍ وقوافلُ الراحلينَ" إلى يثربَ " تشنُقُ حبالَ الخيامِ في أوتادِ النخيلِوتفوحُ رائحةُ الطيوبِ على طريقِالقوافلِ القادمةِ من " اليمنِ " إلى " الشامِ "أقول : ثريا في خيالِ غسقِ الصحراءِيقولُ : سيدُ الزمانِ والمكانِ ( ى ث ر ب ) في نقوش سَبَأيقول : بطليموس " يثريا "أقول : ثريا في خيالِ عشقِ الصحراءِقمرٌفوقَ " الثريا " يُصبِحُ بدرًا في عامِ الهجرةِيرفعُ من موقِعِه بدرَ مقامِ المعجزةِويشقُّ عتمَ الليلِ يفتحُ عهدَ منارةِالنصرِتخطو قَدماكَ هَا هُناتَنزَلُ الثريا من السماءِوتصبِحُ " المدينةُ المنورةُ "وقفتُ ساجدًا على أعتابِ نرجسِ الزمانِاعرفُ ميلادَ الزهرِ والعشقِ والأقحوانِاعرفُ الطريقَ إلى " المدينةِ المنورةِ " والعودةَ ..من هجرةِ غربةٍ ليسَتْ مستحيلةً.قدومُ قدميكَ ها هنا ليسَ مستحيلاً ..هي لحظةٌ .. ما بين صلاةٍ وصلاةأن يدخلَ القلبُ نورَ الأنوارِوتشرقُ مكةُ ..الشمسُ هناك موقدةٌ " للخبزِ العربي "رغيفٌ للعشقِرغيفٌ للجارِرغيفٌ للعابرِ .." فأما اليتيم فلا تَقهر أما السائلُ فلا تنْهر "قمرٌيدخلُ كالريحِ بينَ أصابعييرفعُ أصابعي الخمسَ في الهواءِويُشيرُ " سلمان الفارسي" بحفرِ خندقٍ حول المدينةخرَجتِ الوثنيةُ لحربِ اللهوخرجتَ أنتَ من عندِ الله رسولاً منصورًالكَ يومُ الجمعةِ للصلاةِوشهرُ الصومِ في رمضانوالحجُ إلى الكعبةِ ولثمُ الحجرَ الأسودِوتشرقُ مكة ..سيّدةُ الأرضِ الحبيبةطَوْعَ يديك مؤمنةٌاسرجْ خيلَكَ ترجّلما زالَ أمامَ الليلِ سَفَرٌما زالتِ الطريقُ طويلةً والليلُ قمراًوعرباتُ النعاسِ تحمِلُ النجومَ عرائس من نورٍوتصعدُ من وادي " منى "وتنامُ فوقَ قِمَمِ جبلِ " عرفات "نمْ قريرَ العينِ إلا من هواكْطالَ السهادُ بمقلتي والنومُ جفاكْجفناك على بهاءِ سناكوعشقكَ ليسَ عشقَ قيسٍعلى وردِ " ليلي " على جمرِ نهدٍوقيسُ على بحرِ حبٍيحاكي الجنونَجُنوني في سَفري طفل شُرّد مني ذاتَ زمانٍتحرّرَ من قبضةِ الزمنِ لعبَ بالوقتِ إلى الوراءِجمعَ عقاربَ الساعةِ ودورانَ الزمنِ في حقيبةٍهي خيمةٌ منصوبةٌ في تلالِ " الوادي الخصيب "وسافرَ في التوقيتِ الآتي . .تركني معلقًالا ارضَ تجمعُنيلا سماءَ تأويني لا وطنَ يأخذُنيويَمضي في سَفَريسواك سواك يا قمريردّ لي من ليالي شهرزادقمرَ الزمانِ وبدرَ البدورِ يا قمريأضعُ يدي فوقَ غيمةٍهي خيمة ٌ راحلة ٌابحثُ عن موطنٍ لقدميتغتالُ في جنونِ الوهمِ تاريخي وجنوني كان في سَفَري نمْ قريرَ العينِ أدركني الصباحُتتوقفُ الجيادُ ظهرًا عندَ النبعِجيادُهم هي المهرُ الأصيلةُيا وقعَ الريحِ على جراحِ القصيدةِتتوقفُ جيادُهم عندَ النبعِسلامًا : على " بئرِ زمزمٍ " وعلى " الرسولِ "سلامًا : على لغةِ الماءِ في التفسيرِ ولغة الظمَأوجوعِ الأرضِ إلى ينابيعِ السماءِينحدرُ ماءُ النبعِ بين يديكَفي صلاةٍ باسمِ اللهِباسمِ الرحمنِ الرحيمِحمدًا لجنوني يتركُني هذا النهارُكي تقرأ يداي لغةَ الماءِ في آياتِ البحرِ والعواصفِحمدًا للباريالذي أبقانيكي اكتبَ وصيةَ الصحراءِالعبادةُ مصابيحُكَ المضاءةنجومٌ من شعاعٍحمَلَتْ جوهرَ الأسماءِومكنونَ الدنيا والآخرةكنتُ على أعتابِ مكةأهزُّ قرصَ الشمسِ ..وكانت " مكةُ "تَنزِلُ مثلَ عروسٍ في ليلةِ فرحٍفي هودجِ ذهبٍفي ليلةِ عرسٍمن عنانِ السماءِهي لحظةُ الوجدِ في التوحيدِما بينَ الخلقِ والخالقِما بين كتابِ اللهِوكتابِ الماءِ والحرمِ الشريفِ والكعبةِهي لغةٌ لا تعرفُ إلا الرمزَما بينَ الناسخِ والمنسوخِ والظاهرِ والباطنِهي لحظةُ خلقٍ في التكوينِفتَحَتْ فيها " هاجرُ وإسماعيلُ " كتابَ الماءِفكانت بينَ يدي المصلين زُلالاًهي لحظة خلقٍ في التكوينِأن تعودَ إلى مكةوان تكونَ «حجةُ الوداعِ»لا اله إلا الله