

بصمت
من قصيدة ألقاها الشّاعر ضمن فعاليات (دمشق عاصمة الثقافة العربيّة 2008م)
على غُصنِ زيتونةٍ فاجأتْنيمليكةُ جنٍّوحالاً بكتْني!دُهشتُ، ابتسمتُسألتُ الرَّياحينَ عمَّا رأيتُفعادتْ إليَّإلى ناظريَّوحينَ التفتُّبدمعٍ غزتْني!على معصمَيها – وأعني المليكةَ – قيدٌ ذميمُوفوقَ جبينٍ تمزَّقَ رغماًسنونٌ تغيمُوفي جيبِها حفنةٌ مِنْ تراثٍوحبَّةُ مجدٍ، وعزٌّ أليمُ!وفي الحالِ أدركتُ أنَّ المليكةَ زارتْ بلاديفصالتْ وجالتْودمعٌ جديدٌ غزا مقلتَيهاودمعٌ قديمُ!.تظنُّونَ في هذهِ اللَّحظاتِ بأنِّيكأيٍّ مِنَ الشُّعراءِ الَّذينَ تباكَوا فحسبْ!ولكنَّني في نعيمِ اختيارييقدِّسُني الشَّعبُ قربَ احتضاريويلعنُني الوقتُ في كلِّ حينٍويغفرُ لي الرَّبُّ في كلِّ دينٍوتحملُني الأرضُ رغماً، بصمتْ!أنا في بلادٍ تعلَّمتُ منهاقراءةَ حظِّي وكشفَ الغيوبِوبصَّرتُ فيها، وآمنتُ فيهاوأحببتُ فيها فزيدتْ ذنوبيأنا في بلادٍستمطرُ يوماً كلاماًفنجني بصمتْ!.كذا حالُنا مذْ غزانا المغولُوذا عهدُنا مذْ سبتْنا الفصولُفعكَّا وحيفا ويافاونابلسَ تلكَ الَّتي في ثراهاتعفَّنَ مليونُ شابٍّ وبنتْوما زلنا نبكي بصمتْ!تقولونَ في هذهِ اللَّحظاتِ: هراءْولكنَّني لا أرومُ البلاءْولا أنشرُ الحزنَ في كربلاءْولا أكتبُ الدَّمعَ في كلِّ عينٍوفي كلِّ راءٍوفي كلِّ باءْ!أنا في بلادٍتعيشُ على ديَّةِ الشُّعراءْوتنبشُ أحزانَها مِنْ أتونِ العراءْوتحيا بصمتْوتعرى بصمتْوتفنى بصمتْ!.وأُلقي بصمتْوأنتمْ تزيدونَ صمتَ البلاغةِ في شفتَيَّهما، همْ، ونحنُ، وأنتِ، وأنتْ!أنا في بلادٍتعيشُ بصمتٍ، تغنِّي بصمتٍوتشكو بصمتٍ، وتصغي بصمتْفعشتُمْ وعشنا وعاشوا، وصمتْ!